شبكة قدس الإخبارية

المدرب الإسباني غوارديولا: العالم خذل فلسطين 

50ecedbd-89b0-4b26-97c0-12aa2dea9c58

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: يستعدّ منتخب فلسطين لكرة القدم لخوض مباراة ودية، يوم غدٍ الثلاثاء، أمام منتخب كتالونيا على ملعب محلي في الإقليم، ضمن سلسلة مباريات تجمع منتخبات غير منضوية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وتأتي هذه المواجهة في إطار فعالية رياضية تحمل بعدًا إنسانيًا واضحًا، إذ خُصصت عائداتها بالكامل لدعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه الكارثة الإنسانية التي خلّفتها الحرب.

وقبيل اللقاء، استقطبت تصريحات مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، اهتمامًا واسعًا بعدما خرج بمواقف قوية من شخصية إعلامية ورياضية بحجمه. ففي مقابلة مع إذاعة كتالونيا، عبّر غوارديولا—الذي يفاخر بانتمائه الكتالوني—عن دعمه الواضح للفلسطينيين، موجّهًا انتقادات حادّة للمجتمع الدولي ولطريقة تعاطيه مع الحرب.

وقال غوارديولا في تصريح أثار صدى كبيرًا: “اليوم بات كل شيء معروفًا للعالم، ومن خلال هذه المباراة سيشعر الفلسطينيون بأن جزءًا من الإنسانية ما يزال يتذكّرهم. العالم ترك فلسطين وحدها. لم نفعل شيئًا. لم يرتكبوا ذنبًا سوى أنهم وُلدوا هناك. لقد سمحنا جميعًا بتدمير شعب كامل. ما جرى لا يمكن إصلاحه”.

وأضاف المدرب الإسباني: "لا يمكنني تخيّل إنسان يدافع عن المجزرة في غزة. أطفالنا كان يمكن أن يكونوا هناك ويُقتلون فقط لأنهم وُلدوا في ذلك المكان. فقدتُ الثقة بالقادة السياسيين، فهم يفعلون كل ما بوسعهم للبقاء في السلطة، لا أكثر”.

ورغم تأكيده أن مباراة كرة القدم تبقى فعلًا رمزيًا، شدد غوارديولا على أهمية الإشارات التي تصدر عن هذا النوع من الأحداث، معتبرًا أنّ الرمزية قد تتحول إلى قوة تحريك للوعي العام: “الرمزية تساعد في لفت الأنظار، لكنها يجب أن تقود إلى فعل حقيقي. في هذه الحالة كرة القدم مجرد وسيلة، لكنها وسيلة قادرة على منح الفلسطينيين لحظة يشعرون فيها أننا معهم، وأن الملاعب يمكن أن تحمل لهم بعض الفرح وسط كل هذا الألم”.

أما في اللقاء المرتقب مع كتالونيا، الذي يضم لاعبين سبق لهم تمثيل نادي برشلونة إلى جانب آخرين من الجيل الحالي، فتبدو الاهتمامات أكبر، سواء على المستوى الرياضي أو السياسي. إذ من المتوقع أن يتحول الحدث إلى مساحة جديدة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، في لحظة بات فيها حضور قضايا العدالة والإنسانية في الملاعب الأوروبية أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.